حماس في الضفة بين جبارين المرتعش والحية المراوغ


شهدت الأشهر الأخيرة، انتقادات داخلية متزايدة داخل حركة حماس بسبب سوء إدارة زاهر جبارين للحركة في الضفة الغربية، لأنه غير قادر على تحقيق دوره كرئيس للضفة الغربية، ويبدو أن زاهر يفتقر إلى القيادة والمسؤولية، وهذا يتجلى في عدم نجاحه في السيطرة على أعضاء الحركة بالضفة والقيام بوظيفته كقائد يلملم المشكلات ويوجه بحلها بدلًا من خروجها للعلن. 

ويزعم مقربون من جبارين فيما يبدو أنه يواجه صعوبة في استيعاب وضعه الجديد، ويستمر في التعامل مع القضايا التي كان مسؤولاً عنها قبل اغتيال العاروري وهو ملف الأسرى، وذلك على حساب قيادة الحركة بالضفة الغربية. 

كذلك يُؤخذ على جبارين انه مشغول لأوقات طويلة في استثمار معظم وقته في شؤونه الشخصية وثروته وأعماله الخاصة في تركيا، على حساب رعاية مصالح الحركة وسكان الضفة الغربية.

كذلك فإن افتقار جبارين إلى الزعامة يتجلى في حقيقة أنه خلال الأشهر القليلة التي تولى فيها هذا المنصب، كان هناك تراجع كبير في مكانة الضفة الغربية، وتعزيز كبير لمكانة خليل الحية وممثلي قطاع غزة الذين يهمشون جبارين بشكل واضح عكس ما كان عليه صالح العاروري عندما كان رئيس للحركة بالضفة. 

وقد تجلى هذا بشكل واضح في الاجتماعات التي عقدها خليل الحية مع حزب الله في لبنان في مايو/أيار 2024 دون حضور جبارين، في حين أن صالح العروري كان يحضر كل اجتماع. وحضور محمد ناصر في اجتماع مع حزب الله في مايو/أيار2024 مع ممثل من الضفة الغربية يؤكد بشكل أكبر مدى ضعف مكانة الضفة الغربية تحت قيادة جبارين.

وفيما يبدو أن خليل الحية صعد نجمه وأصبح هو الشخصية الأكثر هيمنة وأهمية بين قادة حماس، خاصة في ظل وجوده في الخارج لأنه قريب من السنوار وبسبب خبراته، لذلك يبدو أن خليل سيشغل منصب نائب السنوار عمليًا.

ظهر ذلك خاصة عندما أعلنت ثلاثة مصادر فلسطينية، من بينها مسؤول في حركة حماس، أن القيادي في الحركة، خليل الحية، سيواصل قيادة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل للإفراج عن الأسرى، بتوجيه من زعيم الحركة المعيَّن حديثاً، يحيى السنوار، الذي يواصل إدارة الحرب من داخل القطاع. 

وكان خبراء في السياسة الفلسطينية توقعوا أن يكون الحية مرشحاً مرجحاً لخلافة هنية، لأسباب منها علاقاته الجيدة مع إيران، الداعم الرئيسي للحركة، التي سيكون دعمها حيوياً لتعافي الحركة بعد الحرب.

وخلال عمله تحت إشراف هنية، قاد الحية وفد الحركة، في محادثات توسطت فيها أطراف مع إسرائيل، بهدف التوصل لوقف إطلاق نار واتفاق لمقايضة الإسرائيليين الذين خطفتهم حماس، في السابع من أكتوبر تشرين الأول، بفلسطينيين، في السجون الإسرائيلية.
أحدث أقدم
عزيزنا القارئ

يرجى ملاحظة أن بعض الأخبار التي نشرناها قد تحتوي على بيانات منقولة من مصادر خارجية، ومن الممكن وجود خطأ في هذه البيانات. نحن نعمل جاهدين لضمان دقة المعلومات التي نقدمها، ولكن لا يمكننا ضمان عدم وجود أخطاء


شكرًا لتفهمكم.